top of page

إنجازات الخوارزمي

في الرياضيات وعلم الجبر

تنوّعت المجالات التي يبرع فيها الخوارزمي؛ ففي الرياضيات استطاع وضع منهج لحل المعادلات الخطية والتربيعية وكانت أعماله أساساً لما يُعرف بعلم الجبر، ويُعتبر كتاب الجبر والمقابلة أحد أهم الكتب التي ألّفها في مجال الرياضيات، وقد تمت ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية في القرن الثاني عشر مما أثر بشكل كبير في تقدُم علوم الرياضيات في دول أوروبا، وينسب للخوارزمي تأسيس ما يُعرف بالأرقام الهندية التي انتشرت في أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا.

يعتبر البعض الخورازمي سبباً من أسباب وجود ما يُعرف بعلوم الكمبيوتر؛ وذلك من خلال تطويره لما أصبح يُعرف في يومنا هذا بالخوارزميات التي سُمّيت بهذا الاسم نسبة إليه أو اللوغاريتمات (بالإنجليزية: algorithms)، وقد عمل الخوارزمي على حل المعادلات الخطية والتربيعية من خلال عامل مشترك يتم استخدامه في كلا طرفي المعادلة، ومن هذا الأمر أنتج ما يُعرف بعلم الجبر، وقدّمه إلى العالم من خلال كتابه (الجبر والمقابلة) الذي وضح فيه حلاً للعديد من المعادلات التربيعية باستخدام طريقة التحليل، كما قدّم في كتابه أمثلة عملية تناولت مواضيع الإرث وتقسيمه بطريقة رياضية، وقد تم استخدام الكلمات لتمثيل المُتغيرات في المعادلات.


 

في الجغرافيا

لم تنحصر مساهمة الخوارزمي العلمية في مجال الرياضيات فقط، حيث ساهم بمجال علوم الجغرافيا من خلال العديد من الأمور، ومنها تأليف كتاب صور الأرض في العام 833م الذي بيّن من خلاله إحداثيات لمواقع كثيرة بلغ عددها 2,402 موقعاً، كما قسّمَ تلك المناطق إلى بحار، وجبال، وجزر، وأنهار، ومُدن، ومناطق، ثم فرز هذه الأماكن تبعاً للمناخ السائد فيها، كما صحّح عبر كتاب صور الأرض بعض الأمور الجغرافية التي تناولها العالم بطليموس، وذلك من خلال تقديم إحداثيات دقيقة لمناطق غرب آسيا وأكثر دقة من تلك التي قدّمها بطليموس، كما وضّح أن المحيطان الأطلسي والهندي غير محصورَين ببرّ خلافاً لما قدمه بطليموس الذي اعتبر أنهما عبارة عن بحار مُحاطة بيابسة، كما تضمن كتابه العديد من الخرائط المرسومة، وقد تمت ترجمة هذا الكتاب إلى العديد من اللغات، بالإضافة إلى أنّ الخوارزمي وبأمر من الخليفة المأمون بن هارون الرشيد عمل على قياس حجم ومحيط الكرة الأرضية، فضلاً عن رسم أول خريطة للعالم وبمساعدة سبعين عالماً جغرافياً آخر في عام 830م.

في علم الفلك

ساهم العالِم الخوارزمي في تقديم العديد من الأمور ضمن مجال العلوم الفلكية، حيث قدّم مجموعة متنوعة من الجداول الفلكية بالإضافة إلى جداول أخرى تحتوي على قيم لجيب الزاوية (Sin)، وتمت ترجمة العديد من أعماله إلى اللغة اللاتينية بواسطة أديلارد أوف باث وجيرارد دي كريمونا وذلك في أوائل القرن الثاني عشر، وقد أدت هذه الترجمة إلى إدخال علوم جديدة في العالم الغربي لم تكن معروفة آنذاك، كما قدّم الخوارزمي أطروحتين وبعض الأعمال الخاصة بجهاز الأسطرلاب؛ فتناولت بعض هذه الأعمال ما يُعرف بالساعة الشمسية، في حين تناول الجزء الآخر منها ما يُعرف بالتقويم اليهودي.

إنجازات اخرى

هناك العديد من الأعمال الأخرى التي قدّمها الخوارزمي؛ كالمخطوطات التي تتحدث عن تحديد اتجاه القبلة، كتلك المخطوطة الموجودة في إسطنبول والتي تمّ ذكرها في كتاب (الفهرست) متحدّثةً عن الساعات الشمسية أو المزولة الشمسية، كما كتب الخوارزمي كتباً لم تُحفظ لغاية يومنا هذا ولكن ذكرها ابن النديم في كتابه؛ وهما: كتاب التاريخ، وكتاب المزولات، وقد تحدث كلا الكتابين المفقودين عن كيفية صنع واستخدام الجهاز الفلكي الأسطرلاب، كما تناول الخوارزمي في بعض أعماله كيفية تحديد معرفة ساعة الشروق في العديد من البلدان، وهناك العديد من المخطوطات المنتشرة في باريس، وإسطنبول، والقاهرة، وطشقند، والتي قد يكون بعض منها عائداً للعالم الخوارزمي.

bottom of page